تحميل وقراءه سريعه في روايه البؤساء فيكتور هوغو

رواية “البؤساء-Les misérables” مِن أعظم وأجمل ما كُتِبَ في الأدب على الإطلاق؛ هي من إبداع العبقري الفرنسي “فيكتور هوغو – Victor Hugo” أحد أهم أعمدة الأدب الفرنسي والعالمي في القرن التاسع عشر. تُرجِمت الرواية إلى أكثر من عشرين لغة، وعُرضت قصتها في دور السينما والمسرح منذ بداية القرن العشرين.. فما السِّر وراء الاستحسان العالمي لها؟

قيمة الرواية

في كتابٍ له عن “Victor Hugo”، يحكي عضو الأكاديمية الفرنسية “ألان دوكو- Alain Decaux” عن تجربته مع رواية البؤساء:
قرأتُ الروايةَ دون انقطاع حتّى وصلتُ للنهاية بموت “Valjean” الذي كلّفني الكثير من الدموع.. خرجتُ من هذه القراءة مُعدَمًا، تائهًا، مكسورًا. لم أكن أعلم أنّني التقيتُ للتو بأعظم رواية باللغة الفرنسية. لكنّني كنتُ أشعر أنني اجتزتُ شيئًا عظيمًا.
أعتقد أنّ أكثر ما يجعل هذه الرواية فريدةً جدًا في عالم الأدب هو:
  • نجاح الكاتب في جعل هذه الرواية مُنبّهًا أدبيًا هدفه إيقاظ الوعي الفردي والجماعي تجاه أهم القضايا التي تحدّد مصير الفرد والأمّة وتمسّ تطوّرها، كالتعليم والحرية.
  • تركيزُ الكاتب “Victor Hugo” على الجانب الإنساني، وقدرتُه المذهلة على رصد تطوّر الكائن البشري أخلاقيًا، ونُبوغُه الساطع في كشف أعماق وخبايا نفوس الشخصيات الروائية باختلاف جنسها وعمرها وخلفيّتها، وقُدرتُه على تجسيد ماهية الأخلاق وأهميتها من خلال الأحداث.
  • عرض الكاتب للمشاكل الاجتماعية لم يكن عشوائيًا، سطحيًا أو طرحًا خاليًا من الحلول، بالعكس: قام “Victor Hugo” بحياكة أشرس المشاكل الاجتماعية بسلاسة كبيرة في جسم الرواية، وأجاد التعاطي مع كلّ حيثياتها وتفاصيلها بدءًا بالأسباب وانتهاءً بالنتائج، وجَعَل البدائل والحلول جزءًا من الحبكة الروائية، قابلة للاستنتاج دون إطنابٍ أو تعريضٍ مملّ زائد.
  • قيام الكاتب بتصوير الحياة الباريسية (في الثلث الأول للقرن التاسع عشر) تصويرًا موسوعيًا شاملًا، فقد تحدّث عن الأوضاع الاجتماعية، السياسية، الأخلاقية والفكرية في تلك الفترة، ووصف هندسة المدينة وعمرانها، وتناول هيكل العدالة وفلسفة “الجريمة والعقاب” آنذاك، كما تعرّض إلى الثورة الفرنسية وحروب نابوليون، ولم يُغفل الحديث عن الدين والكنيسة والله.. لهذا فقارئ هذه الرواية يشعر أنّه يسافر إلى باريس القرن التاسع عشر ويتنفّس روحها ويقرأ أفكارها ويعرفها كأنّه واحدٌ من أهلها.
قد يكون الطريقُ الأقصرُ لتكوين فكرة عن روحِ رواية البؤساء وفلسفتِها عبر التعرف على كاتبها؛ تقول “سيلفي لدا- Sylvain Ledda” و”جوديث وولف- Judith Wulf ” في مقدّمة كتابٍ لهما بعنوان “Victor Hugo, l’irréductible- فيكتور هوغو، اللامُختزَل”:
يقول “Victor Hugo” في روايته:
الكتاب الموجود الآن تحت عيني القارئ، هو، من طرف لآخر، في مُجمَله وتفاصيله، مهما تكن التعاقبات، الاستثناءات أو مواضع الفشل، سيرُ السيئ نحو الجيّد، الظلم نحو العدل، الخطأ نحو الحقيقة، الليل نحو النهار، من الشهية إلى الوعي، من الاضمحلال إلى الحياة، من الوحشية إلى الواجب، من الجحيم إلى السماء، من العدم إلى الله. نقطة البدء: المادة، نقطة الوصول: الروح.
الشر في البداية، الملاك في النهاية.
مصدر الخبر
اضغط هنا لتحميل الروايه 

ليست هناك تعليقات